Thursday, January 8, 2015

اللهم اغفر لنا وارحمنا وعافنا واعف عنا هنا مقاله بعنوان الجـامع المفيـد لدروس تعلم التوحيـد مدخل بسيط لتعلم دين الإسلام الجزء الثالث وهى منقوله من منبر التوحيد لمن اراد النسخة كامله

بسم الله الرحمن الرحيم  
نتناول موضوع مفيد لمن يريد ان يتعلم تعالم دينه الصحيح تعاليم دين الاسلام من خلال مدخل بسيط لتعليم دين الاسلام للشيخ العلامه أبو الفضيل ناصر الدين بن عبد الرحمن النعيمي 

  الدرس الرابع
كيفية العمل بلا إله إلا الله وتطبيقها والالتزام بها في واقع الحياة
علمنا مما سبق أن الذي يُدخل الرجل في الإسلام، هو: توحيد الإلهية، وهو: ألا يعبد إلا الله، ولا يشرك به شيئا، وأن يكفر ويجتنب كل ما يعبد من دونه، وأن ذلك بالقول والعمل لا بالقول فقط.
وكما قلنا أن الإسلام هو صراط الله المستقيم الذي يسير عليه المسلم ملتزما بحدوده حتى يلقى الله عز وجل، وأنه منهج كامل للحياة كلها يُنظمها ويُسيِّرها كما يريد الله عز وجل وليس مقصورا على علاقة العبد بربه فقط بل هو نظام كامل وشامل لجميع جوانب الحياة، وقلنا أن الذي يحصرونه في مجموعة عقائد غيبية وشعائر تعبدية ويُنَحُّونه عن بقية جوانب الحياة الأخرى لا يفهمون الإسلام ولا يدينون به، بل هم في الحقيقة يدينون بالعلمانية ويرفضون الإسلام، وأن الذي يفهمه ويدين به حقا هو من فهمه كما يحدده الله ويدين به كما يريد الله، قال تعالى: (قُلْ إِنَّنِي هَدَانِي رَبِّي إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ دِيناً قِيَماً مِلَّةَ إِبْرَاهِيمَ حَنِيفاً وَمَا كَانَ مِنَ الْمُشْرِكِينَ * قُلْ إِنَّ صَلاتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ * لا شَرِيكَ لَهُ وَبِذَلِكَ أُمِرْتُ وَأَنَا أَوَّلُ الْمُسْلِمِينَ * قُلْ أَغَيْرَ اللَّهِ أَبْغِي رَبّاً وَهُوَ رَبُّ كُلِّ شَيْءٍ )(الأنعام: 161-  164).
ونتكلم في هذا الدرس - بعون الله – عن كيفية تطبيق والتزام التوحيد في الواقع العملي للحياة.
وبما أن تحقيق التوحيد متوقف على ثلاثة أمور: ألا نعبد إلا الله، ولا نشرك به شيئا، ونكفر ونخلع كل ما يعبد من دونه. 
فسيكون الحديث – بعون الله – عن الأمرين الأولين : ألا نعبد إلا الله ، ولا نشرك به شيئا . وسنُرجي الحديث عن الأمر الثالث في درس آخر إن شاء الله.
ولمعرفة كيفية العمل بهذين الأمرين لابد أن نعرف أولاً: ما هي العبادة التي لا يستحقها إلا الله؟ وما هي أنواعها؟
تعريف العبادة 
قال شيخ المفسرين الإمام الطبري رحمه الله: معنى العبادة الخضوع لله بالطاعة والتذلل له بالاستكانة.
وقال أيضا: العبودية عند جميع العرب أصلها الذلة، وأنها تسمي الطريق المذلل الذي قد وطئته الأقدام وذللته السابلة معبَّدا ..... ومن ذلك قيل للبعير المذلَّل بالركوب في الحوائج مُعبَّد، ومنه سمي العبد عبدا لذِلَّتِه لمولاه .
والشواهد من أشعار العرب وكلامها على ذلك أكثر من أن تحصى...
- وقال : وكان ابن عباس فيما روي لنا عنه يقول في ذلك نظير ما قلنا فيه، غير أنه ذكر عنه أنه كان يقول في معنى اعبدوا ربكم وحِّدوا ربكم ..... 
والذي أراد ابن عباس - إن شاء الله - بقوله في تأويل قوله (اعبدوا ربكم) وحدوه أي أفردوا الطاعة والعبادة لربكم دون سائر خلقه.
- وقال أيضا في تفسير قوله تعالى: (وَقَوْمُهُمَا لَنَا عَابِدُونَ)(المؤمنون: من الآية47)، يعنون أنهم لهم مطيعون متذللون يأتمرون لأمرهم ويدينون لهم. 
والعرب تسمي كل من دان لملك عابدا له، ومن ذلك قيل لأهل الحيرة العباد لأنهم كانوا أهل طاعة لملوك العجم.  انتهى
وقال ابن كثير: والعبادة في اللغة من الذلة يقال طريق مُعبَّد وبعير معبد أي مذلل، وفي الشرع عبارة عما يجمع كمال المحبة والخضوع والخوف. انتهى
وقال الإمام البغوي: قال ابن عباس كل ما ورد في القرآن من العبادة فمعناها التوحيد.
وقال البغوي أيضا في تفسير قوله تعالى: (إِيَّاكَ نَعْبُدُ)، أي نوحدك ونطيعك خاضعين، والعبادة الطاعة مع التذلل والخضوع، وسمي العبد عبدا لذلته وانقياده يقال طريق معبد أي مذلل. انتهى
وقال النحاس في معاني القرآن: والعبادة في اللغة الطاعة مع تذلل وخضوع. انتهى
ويقول الرازي في مختار الصحاح: وأصل العبودية الخضوع والذل، و التعبيد التذليل، يقال طريق معبد، و التعبيد أيضا الاستعباد وهو اتخاذ الشخص عبدا وكذا الاعتباد وفي الحديث "رجل اعتبد محررا" وكذا الإعباد و التعبد أيضا يقال تعبده أي اتخذه عبدا، و العبادة الطاعة، و التعبد التنسك. انتهى
وقد فسَّر جمهور أهل العلم العبادة في قوله تعالى: (أَنْ لا تَعْبُدُوا الشَّيْطَانَ)(يّـس: من الآية60) بالطاعة، أي لا تطيعوا الشيطان. وكذلك قوله تعالى: (يَا أَبَتِ لا تَعْبُدِ الشَّيْطَانَ)(مريم: من الآية44). وقوله تعالى: (بَلْ كَانُوا يَعْبُدُونَ الْجِنَّ أَكْثَرُهُمْ بِهِمْ مُؤْمِنُونَ)(سـبأ: من الآية41).
وقال ابن تيمية رحمه الله: العبادة هي اسم جامع لكل ما يحبه الله ويرضاه من الأقوال والأعمال الباطنة والظاهرة . 
فالصلاة والزكاة والصيام والحج وصدق الحديث وأداء الأمانة وبرّ الوالدين وصلة الأرحام والوفاء بالعهود والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر والجهاد للكفار والمنافقين والإحسان للجار واليتيم والمسكين وابن السبيل والمملوك من الآدميين والبهائم والدعاء والذكر والقراءة وأمثال ذلك من العبادة .
وكذلك حب الله ورسوله وخشية الله والإنابة إليه وإخلاص الدين له والصبر لحكمه والشكر لنعمه والرضا بقضائه والتوكل عليه والرجاء لرحمته والخوف من عذابه وأمثال ذلك هي من العبادة لله.............
والدين يتضمن معنى الخضوع والذل، يقال دنته فدان أي أذللته فذَلَّ، ويقال يدين الله ويدين لله أي يعبد الله ويطيعه ويخضع له، فدين الله عبادته وطاعته والخضوع له .
والعبادة أصل معناها الذل أيضا يقال طريق معبد إذا كان مذللا قد وطئته الأقدام .
لكن العبادة المأمور بها تتضمن معنى الذل ومعنى الحب فهي تتضمن غاية الذل لله بغاية المحبة له.
وقال - رحمه الله - في المعنى العبد: أن العبد يراد به (المعبَّد) الذي عبَّده الله فذلّله ودبَّره وصرَّفه وبهذا الاعتبار المخلوقون كلهم عباد الله من الأبرار والفجار والمؤمنين والكفار وأهل الجنة وأهل النار إذ هو ربهم كلهم ومليكهم لا يخرجون عن مشيئته وقدرته وكلماته التامات التي لا يجاوزهن بر ولا فاجر فما شاء كان وإن لم يشاءوا وما شاءوا إن لم يشأه لم يكن، كما قال تعالى: (أَفَغَيْرَ دِينِ اللَّهِ يَبْغُونَ وَلَهُ أَسْلَمَ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ طَوْعاً وَكَرْهاً وَإِلَيْهِ يُرْجَعُونَ) (آل عمران:83) 
فهو سبحانه رب العالمين وخالقهم ورازقهم ومحييهم وممييتهم ومقلب قلوبهم ومصرف أمورهم لا رب لهم غيره ولا مالك لهم سواه ولا خالق إلا هو، سواء اعترفوا بذلك أو أنكروه وسواء علموا ذلك أو جهلوه، لكن أهل الإيمان منهم عرفوا ذلك واعترفوا به بخلاف من كان جاهلا بذلك أو جاحدا له مستكبرا على ربه لا يقر ولا يخضع له مع علمه بأن الله ربه وخالقه....
فإن اعترف العبد أن الله ربه وخالقه وأنه مفتقر إليه محتاج إليه عرف العبودية المتعلقة بربوبية الله، وهذا العبد يسأل ربه فيتضرع إليه ويتوكل عليه لكن قد يطيع أمره وقد يعصيه وقد يعبده مع ذلك وقد يعبد الشيطان والأصنام.
ومثل هذه العبودية لاتفرِّق بين أهل الجنة والنار ولا يصير بها الرجل مؤمنا كما قال تعالى (وَمَا يُؤْمِنُ أَكْثَرُهُمْ بِاللَّهِ إِلَّا وَهُمْ مُشْرِكُونَ) (يوسف:106)،  فإن المشركين كانوا يقرون أن الله خالقهم ورازقهم وهم يعبدون غيره.....
فمن وقف عند هذه الحقيقة وعند شهودها ولم يقم بما أُمر به من الحقيقة الدينية التي هي عبادته المتعلقة بإلهيته وطاعة أمره وأمر رسوله كان من جنس إبليس وأهل النار. 
وإن ظن مع ذلك أنه خواص أولياء الله وأهل المعرفة والتحقيق الذين يسقط عنهم الأمر والنهى الشرعيان كان من أشر أهل الكفر والإلحاد ..... حتى يدخل في النوع الثاني من معنى العبد وهو (العبد بمعنى العابد) فيكون عابدا لله لا يعبد إلا إياه فيطيع أمره وأمر رسله ويوالى أولياءه المؤمنين المتقين ويعادي أعداءه، وهذا العبادة متعلقة بإلهيته، ولهذا كان عنوان التوحيد (لا إله إلا الله) بخلاف من يقر بربوبيته ولا يعبده أو يعبد معه إلها آخر، فالإله الذي يؤلهه القلب بكمال الحب والتعظيم والإجلال والإكرام والخوف والرجاء ونحو ذلك، وهذه العبادة هي التي يحبها الله ويرضاها، بها وصف المصطفين من عباده وبها بعث رسله.. انتهى
ويقول ابن القيم رحمه الله في بدائعه عند ذكره لما في سورة الكافرون من فوائد، قال: 
وأما في حقهم (أي في حق الكفار) فإنما أتى بالاسم (ولا أنتم عابدون ما أعبد) الدال على الوصف والثبوت دون الفعل، أي أن الوصف الثابت اللازم العائد لله مُنْتَفٍ عنكم، فليس هذا الوصف ثابتا لكم، وإنما ثبت لمن خصَّ الله وحده بالعبادة لم يشرك معه فيها أحدا، وأنتم لمَّا عبدتم غيره فلستم من عابديه، وإن عبدوه في بعض الأحيان فإن المشرك يعبد الله ويعبد معه غيره، كما قال أهل الكهف: (وَإِذِ اعْتَزَلْتُمُوهُمْ وَمَا يَعْبُدُونَ إِلَّا اللَّهَ)(الكهف: من الآية16)، أي اعتزلتم معبودهم إلا الله فإنكم لم تعتزلوه .
وكذا قال المشركون عن معبودهم (مَا نَعْبُدُهُمْ إِلَّا لِيُقَرِّبُونَا إِلَى اللَّهِ زُلْفَى)(الزمر: من الآية3)، فهم كانوا يعبدون الله ويعبدون معه غيره، فلم ينتفِ عنهم الفعل لوقوعه منهم، ونفي الوصف لأن من عبد غير الله لم يكن ثابتا على عبادة الله موصوفا بها. فتأمل هذه النكتة البديعة كيف تجد في طيها أنه لا يوصف بأنه عابد الله وعبده المستقيم على عبادته إلا من انقطع إليه بكليته وتبتَّل إليه تبتيلا لم يلتفت إلى غيره ولم يشرك به أحدا في عبادته، وأنه وإن عبده وأشرك به غيره فليس عابدا لله ولا عبدا له، وهذا من أسرار هذه السورة العظيمة الجليلة التي هي إحدى سورتي الإخلاص التي تعدل ربع القرآن - كما جاء في بعض السنن - وهذا لا يفهمه كل أحد ولا يدركه إلا من منحه الله فهما من عنده فلله الحمد والمنة... انتهى 
وقال الشيخ عبد الرحمن بن حسن: أما تعريف العبادة، فقد عرَّفها شيخنا محمد بن عبد الوهاب، رحمه الله، في فوائده على كتابه: كتاب التوحيد، بأن العبادة هي: التوحيد، لأن الخصومة فيه، وأن من لم يأت به لم يعبد الله، فدل على أن التجرد من الشرك، لا بد منه في العبادة، وإلا فلا يسمى عبادة.انتهى
وقال رحمه الله في كتابه فتح المجيد: وضابط هذا: أن كل أمر شرعه الله لعباده وأمرهم به ففعله لله عبادة، فإذا صرف من تلك العبادة شيئا لغير الله فهو مشرك مصادم لما بعث الله به رسوله من قوله: (قُلِ اللَّهَ أَعْبُدُ مُخْلِصاً لَهُ دِينِي) (الزمر:14) .
وقال أيضا : والدين: كل ما يدان الله به من العبادات الظاهرة والباطنة......، فمن صرف منها شيئا لقبر أو صنم أو وثن أو غير ذلك، فقد اتخذه معبودا وجعله شريكا لله في الإلهية التي لا يستحقها إلا هو.انتهى
وقال الشيخ عبد الله أبو بطين: ومما يوضح ذلك معرفة حد العبادة في الشرع وأنها كل ما أمر الله به ورسوله أمر إيجاب أو استحباب فهو عبادة.
وبعض العلماء يقول العبادة هي الطاعة، فيتناول فعل المأمور وترك المحظور، ومما أمر الله به سبحانه دعاؤه وسؤاله قال تعالى : {ادْعُوا رَبَّكُمْ تَضَرُّعًا وَخُفْيَةً إِنَّهُ لَا يُحِبُّ الْمُعْتَدِينَ} [الأعراف:55]....... فإذا امتثل العبد أمر ربه فدعاه مخلصا صار ذلك عبادة منه لربه، فإذا دعا غيره فقد عبد ذلك الغير. وفي السنن عن النبي صلى الله عليه وسلم "الدعاء هو العبادة". وفي الحديث الآخر: "الدعاء مخ العبادة". فسمى النبي صلى الله عليه وسلم الدعاء عبادة، فالدعاء في نفسه عبادة فكل مدعو معبود..انتهى
ويقول سيد قطب رحمه الله في ظلال القرآن عند قوله تعالى: (اتَّخَذُوا أَحْبَارَهُمْ وَرُهْبَانَهُمْ أَرْبَاباً مِنْ دُونِ اللَّهِ..)(التوبة: من الآية31)، يقول: 
- أن العبادة هي الاتباع في الشرائع بنص القرآن وتفسير رسول اللّه - صلى اللّه عليه وسلم – {يقصد حديث عدي بن حاتم: (... فَانْتَهَيْتُ إليه وهو يَقْرَأُ سُورَةَ بَرَاءَةٌ فَقَرَأَ هذه الآيَةَ (اتَّخَذُوا أَحْبَارَهُمْ وَرُهْبَانَهُمْ أَرْبَابًا من دُونِ اللَّهِ) حتى فَرَغَ منها، فقلت: إنا لَسْنَا نَعْبُدُهُمْ. فقال: أَلَيْسَ يُحَرِّمُونَ ما أَحَلَّ اللَّهُ فَتُحَرِّمُونَهُ وَيُحِلُّونَ ما حَرَّمَ اللَّهُ فَتَسْتَحِلُّونَهُ؟ قلت بَلَى. قال: فَتِلْكَ عِبَادَتُهُمْ)}. فاليهود والنصارى لم يتخذوا الأحبار والرهبان أربابا بمعنى الاعتقاد بألوهيتهم أو تقديم الشعائر التعبدية إليهم .. ومع هذا فقد حكم اللّه - سبحانه - عليهم بالشرك في هذه الآية - وبالكفر في آية تالية في السياق - لمجرد أنهم تلقُّوا منهم الشرائع فأطاعوها واتبعوها .. فهذا وحده - دون الاعتقاد والشعائر - يكفي لاعتبار من يفعله مشركا باللّه، الشرك الذي يخرجه من عداد المؤمنين ويدخله في عداد الكافرين.
- أن النص القرآني يسوي في الوصف بالشرك واتخاذ الأرباب من دون اللّه، بين اليهود الذين قبلوا التشريع من أحبارهم وأطاعوه واتبعوه، وبين النصارى الذين قالوا بألوهية المسيح اعتقاداً وقدَّموا إليه الشعائر في العبادة. فهذه كتلك سواء في اعتبار فاعلها مشركا باللّه، الشرك الذي يخرجه من عداد المؤمنين ويدخله في عداد الكافرين ..
- أن الشرك باللّه يتحقق بمجرد إعطاء حق التشريع لغير اللّه من عباده ولو لم يصحبه شرك في الاعتقاد بألوهيته ولا تقديم الشعائر التعبدية له ...... 
إن دين الحق الذي لا يقبل اللّه من الناس كلهم دينا غيره هو (الإسلام) .. والإسلام لا يقوم إلا باتباع اللّه وحده في الشريعة - بعد الاعتقاد بألوهيته وحده وتقديم الشعائر التعبدية له وحده - فإذا اتبع الناس شريعة غير شريعة اللّه صح فيهم ما صح في اليهود والنصارى من أنهم مشركون لا يؤمنون باللّه - مهما كانت دعواهم في الإيمان - لأن هذا الوصف يلحقهم بمجرد اتباعهم لتشريع العباد لهم من دون الله.....انتهى
وأظن أن ما ذكرناه كافٍ لمعرفة معنى العبادة.
فهم ناقص وخاطئ للعبادة
من الناس من فهم العبادة فهما مبتوراً ناقصا جزئيا فالعبادة عنده لا تتعدى أداء الشعائر التعبدية كالصلاة والصيام والزكاة والعمرة والحج والذكر وتلاوة القرآن..، وأما ما شرع الله عز وجل من الحدود والعقوبات وأحكام المعاملات والحرب والصلح والمواريث.. وغيرها فلا يدخلونها في مسمى العبادة التي يجب إخلاصها لله وحده، وهذا فهم خاطئ مخالف لما يحدده الله عز وجل، وقد سبق أن أشرنا له في درسنا الثاني عند الحديث عن المفهوم العلماني الخاطئ للدين. والمفهوم الصحيح للعبادة يدخل فيه الدين كله كما سبق في بداية هذا الدرس.
والله عز وجل لم يفرق بين عبادة وغيرها في وجوب إخلاصها له وحده، بل أمر أمراً عاماً بعبادته وحده وترك عبادة ما سواه، ولم يخص بذلك نوعًا من أنواع العبادة، لا دعاء ولا صلاة ولا غيرهما، ليَعُمَّ جميع أنواع العبادة، ونهى عن الشرك به، ولم يخص أيضًا نوعًا من أنواع العبادة بجواز الشرك فيه، فالدين لا يكون خالصا لله إلا إذا كانت العبادة كلها بجميع أنواعها خالصة لله وحده.
أنواع العبادة
وأما أنواع العبادة فكثيرة، نذكر بعض أفرادها تمثيلا لما بيَّنَّاه سابقاً من معناها:
فمنها: الصلاة، قال تعالى: (وَأَقِيمُوا الصَّلاةَ وَآتُوا الزَّكَاةَ وَارْكَعُوا مَعَ الرَّاكِعِينَ) (البقرة:43)، وقال أيضاً:  (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا ارْكَعُوا وَاسْجُدُوا)، فالركوع والسجود عبادة .  ومنها: الدعاء، قال تعالى: (وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ). 
ومنها: الذبح، قال تعالى: (فَصَلِّ لِرَبِّكَ وَانْحَرْ).
ومنها: الخوف من الله، قال تعالى: (إِنَّمَا ذَلِكُمُ الشَّيْطَانُ يُخَوِّفُ أَوْلِيَاءَهُ فَلا تَخَافُوهُمْ وَخَافُونِ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ)، فالخوف عبادة.
ومنها: التوكل، قال تعالى: (وَعَلَى اللَّهِ فَتَوَكَّلُوا إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ)، فالتوكل عبادة، وهو الاعتماد على الله في جلب الخير ودفع الشر.
ومنها: الاستغفار والتوبة، قال عز وجل: (وَاسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ ثُمَّ تُوبُوا إِلَيْهِ إِنَّ رَبِّي رَحِيمٌ وَدُودٌ) (هود:90)  ومنها: الإنابة، قال تعالى: (وَأَنِيبُوا إِلَى رَبِّكُمْ وَأَسْلِمُوا لَهُ مِنْ قَبْلِ أَنْ يَأْتِيَكُمُ الْعَذَابُ ثُمَّ لا تُنْصَرُونَ) (الزمر:54) 
ومنها: الاستعاذة، قال تعالى: (قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ الْفَلَقِ) (الفلق:1)  ومنها: الجهاد بالنفس والمال، قال تعالى: (انْفِرُوا خِفَافاً وَثِقَالاً وَجَاهِدُوا بِأَمْوَالِكُمْ وَأَنْفُسِكُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ )(التوبة: من الآية41)
ومنها: الرغبة و الرهبة و الاستغاثة و الشكر و تلاوة  القرآن وذكر الله والصيام .. وغير ذلك
ومنها: الحكم بين الناس بما أنزل الله، قال تعالى: (وَأَنِ احْكُمْ بَيْنَهُمْ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ وَلا تَتَّبِعْ أَهْوَاءَهُمْ وَاحْذَرْهُمْ أَنْ يَفْتِنُوكَ عَنْ بَعْضِ مَا أَنْزَلَ اللَّهُ إِلَيْكَ)، وقوله: (إِنَّا أَنْزَلْنَا إِلَيْكَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ لِتَحْكُمَ بَيْنَ النَّاسِ بِمَا أَرَاكَ اللَّهُ)(النساء: من الآية105).
ومنها: التحاكم إلى الله ورسوله، قال تعالى: (فَإِنْ تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللَّهِ وَالرَّسُولِ إِنْ كُنْتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ واليوم الآخر). 
وقال تعالى: (وَمَا اخْتَلَفْتُمْ فِيهِ مِنْ شَيْءٍ فَحُكْمُهُ إِلَى اللَّهِ)، وقال: (فَلا وَرَبِّكَ لا يُؤْمِنُونَ حَتَّى يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ لا يَجِدُوا فِي أَنْفُسِهِمْ حَرَجاً مِمَّا قَضَيْتَ وَيُسَلِّمُوا تَسْلِيماً).
ومنها: طاعة الله فيما أحله وفيما حرمه، ومن أمثلة ذلك:
قال تعالى: (فَكُلُوا مِمَّا ذُكِرَ اسْمُ اللَّهِ عَلَيْهِ إِنْ كُنْتُمْ بِآياتِهِ مُؤْمِنِينَ)، فالله عز وجل أحل لنا الأكل مم ذبحناه وذكرنا اسم الله عليه، فطاعة الله في تحليل هذه الذبيحة عبادة.
وقال تعالى: (إِنَّمَا حَرَّمَ عَلَيْكُمُ الْمَيْتَةَ وَالدَّمَ وَلَحْمَ الْخِنْزِيرِ وَمَا أُهِلَّ بِهِ لِغَيْرِ اللَّهِ)، فتحريم الميتة والدم ولحم الخنزير عبادة .  
وقال تعالى: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّمَا الْخَمْرُ وَالْمَيْسِرُ وَالْأَنْصَابُ وَالْأَزْلامُ رِجْسٌ مِنْ عَمَلِ الشَّيْطَانِ فَاجْتَنِبُوهُ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ)، فتحريم الخمر والميسر والأنصاب والأزلام عبادة.
ومنها: طاعة الله في تطبيق حدوده، قال تعالى: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الْقِصَاصُ فِي الْقَتْلَى الْحُرُّ بِالْحُرِّ وَالْعَبْدُ بِالْعَبْدِ وَالْأُنْثَى بِالْأُنْثَى فَمَنْ عُفِيَ لَهُ مِنْ أَخِيهِ شَيْءٌ فَاتِّبَاعٌ بِالْمَعْرُوفِ وَأَدَاءٌ إِلَيْهِ بِإِحْسَانٍ..)(البقرة: من الآية178). 
وقوله: (وَكَتَبْنَا عَلَيْهِمْ فِيهَا أَنَّ النَّفْسَ بِالنَّفْسِ وَالْعَيْنَ بِالْعَيْنِ وَالْأَنْفَ بِالْأَنْفِ وَالْأُذُنَ بِالْأُذُنِ وَالسِّنَّ بِالسِّنِّ وَالْجُرُوحَ قِصَاصٌ فَمَنْ تَصَدَّقَ بِهِ فَهُوَ كَفَّارَةٌ لَهُ )(المائدة: من الآية45) 
وقوله: (وَالَّذِينَ يَرْمُونَ الْمُحْصَنَاتِ ثُمَّ لَمْ يَأْتُوا بِأَرْبَعَةِ شُهَدَاءَ فَاجْلِدُوهُمْ ثَمَانِينَ جَلْدَةً)(النور: من الآية4) وقوله: (الزَّانِيَةُ وَالزَّانِي فَاجْلِدُوا كُلَّ وَاحِدٍ مِنْهُمَا مِائَةَ جَلْدَةٍ وَلا تَأْخُذْكُمْ بِهِمَا رَأْفَةٌ فِي دِينِ اللَّهِ إِنْ كُنْتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ)(النور: من الآية2)
وقوله: (وَالسَّارِقُ وَالسَّارِقَةُ فَاقْطَعُوا أَيْدِيَهُمَا)(المائدة: من الآية38)
وقوله عليه السلام: (من بَدَّلَ دِينَهُ فَاقْتُلُوهُ)
وقوله: (حَدُّ السَّاحِرِ ضَرْبَةٌ بِالسَّيْفِ)
إلى غير ذلك من العبادات التي شرعها الله عز وجل في كتابه وما أوحاه إلى رسوله من السنة الشريفة.  
وأعظم ما أمر الله به هو التوحيد، وأعظم ما نهى الله عنه الشرك. 
التوحيد إخلاص العبادة كلها لله والشرك صرف شيء منها لغير الله
إذا عرفنا ما هي العبادة التي خلقنا الله من أجلها والتي أمر الله بإخلاصها له وحده، وعرفنا بعض أنواعها، فتوحيد الإلهية هو إفراد الله تعالى بجميع أنواع العبادة ونفي العبادة عن كل ما سوى الله، وضِدُّ ذلك هو صرف شيء من أنواع العبادة لغير الله وهو الشرك بالله عز وجل.
فلا يجوز صرف شيء من العبادة لغير الله، ومن صرف منها شيئا لغيره؛ فقد جعل ذلك الغير شريكا له في الألوهية، وصَرْفُ شيء من أنواع العبادة لغير الله كصرف جميعها، فلا إله إلا الله، تنفي جميع أنواع العبادة عن غير الله تعالى، وتثبت جميع أنواع العبادة كلها لله وحده لا شريك له.
ودين الإسلام هو الاستسلام لله وحده، والخضوع له وحده، وأن لا يُعبد بجميع أنواع العبادة سواه.
وإخلاص الدين هو: صرف جميع أنواع العبادة لله تعالى وحده لا شريك له ؛ وذلك بأن لا يُدعى إلا الله، ولا يستغاث إلا بالله، ولا يذبح إلا لله، ولا يخشى ولا يرجى سواه، ولا يُرهب ولا يُرغب إلا فيما لديه، ولا يتوكل في جميع الأمور إلا عليه، وأن العبادة كلها لله تعالى، لا يصلح منها شيء لملك مقرب، ولا نبي مرسل، ولا غيرهما؛ وهذا هو بعينه توحيد الألوهية الذي أسس الإسلام عليه، وانفرد به المسلم عن الكافر، وهو معنى شهادة أن لا إله إلا الله. 
وكما أسلفنا سابقاً أن لا إله إلا الله، ليست باللسان فقط، بل لابد لمن يريد أن يكون من أهلها أن يعرف معناها ويعتقده ويشهد به ويعمل وينقاد له.
وأكثر من يقول لا إله إلا الله اليوم يجهل معناها ولا يفرق بين التوحيد والشرك، فلا يعلم أن دعاء غير الله أو التوكل أو الاستعاذة أو الذبح والنذر لغير الله شرك بالله يهدم قول لا إله إلا الله ويبطله.
وكذلك لا يعلمون أن اتباع شريعة غير الله أو الحكم بها أو التحاكم إليها شرك وكفر بالله العظيم لا ينفع معه قول لا إله إلا الله وإن قالها في اليوم ألف مرة.
فاحرص يا عبد الله على تعلم التوحيد وما يضاده ويهدمه من الشرك؛ فإن هذا من أول الواجبات عليك، ولن تعرف الإسلام إلا إذا عرفت التوحيد الذي تدل عليه كلمة لا إله إلا الله، وعرفت ما تنفيه وما تثبته.
وليس ذلك بعسير إن شاء الله فاستعن بالله ولا تعجز.
فالتوحيد هو عبادة الله وحده، والشرك هو عبادة غير الله.
مثلا: الصلاة عبادة، فالصلاة لله وحده توحيد، والصلاة لغير الله شرك.
فالموحد هو الذي يصلي لله وحده، ومن صلى لله ولغير الله صار هذا مشركا.
وكذلك سائر أنواع العبادة.
فإذا كان من صلى لغير الله، أو ركع لغير الله، أو سجد لغير الله، فقد أشرك في عبادة الله غيره، فكذلك من ذبح القربان لغير الله، أو دعا غير الله فقد أشرك في عبادة الله غيره.
فإذا عرفت هذا عرفت أصل الدين الذي يفرق بين المسلم والكافر وبين الإسلام والكفر وهو معنى لا إله إلا الله.
أمور هامة لابد من معرفتها
ولابد أن تعلم أنه:
لا فرق بين عبادة وأخرى في وجوب إخلاصها لله وحده.
وأن التوحيد لا يصح إلا إذا كانت العبادة كلها لله.
وأن الشرك يحصل بصرف عبادة واحدة لغير الله حتى وإن لم يشرك في باقي العبادات.
وأنه لا فرق بين صرف العبادة لملَك أو نبي أو ولي أو جن أو شيطان أو حجر أو شجر أو شيخ أو حاكم ؛ كل ذلك شرك بالله، يستوي من عبد الملائكة والأنبياء والصالحين ومن عبد الأصنام والجن والشمس والقمر؛ كل أولئك مشركون بالله.
أرأيت أن الصعوبة والمشقة ليست في معرفة التوحيد ولكن في التزامه والعمل به والموالاة والمعاداة عليه.
وكما قلنا سابقا أن الإيمان بلا إله إلا الله يتحقق بثلاثة أمور:
ألا تعبد إلا الله، ولا تشرك به شيئا، وتخلع وتكفر بما يعبد من دونه. اعتقادا وقولا وعملا.
وتحقيق الأمرين الأولين في واقع الحياة على النحو التالي:
كيف تحقق هذين الأمرين: ألا تعبد إلا الله ولا تشرك به شيئا
ألا تعبد بجميع أنواع العبادة إلا الله، ولا تعبد غيره بأي نوع من أنواع العبادة 
فإن عبدت الله وحده ولم تعبد غيره فأنت موحد مؤمن بلا إله إلا الله 
وإن عبدت الله وعبدت غيره صرت مشركا كافرا بلا إله إلا الله وإن قلتها بلسانك.
والآن لنستبدل لفظ (عَبَدَ) في الكلام السابق بأنواع العبادة التي ذكرناها في بداية الدرس لنعرف كيف نعمل بالتوحيد ونبرأ من الشرك في الواقع العملي.
الصلاة
فمثلا الصلاة عبادة.
فالتوحيد ألا تصلي إلا لله ولا تصلي لغيره.
فإن صليت لله وحده ولم تصل لغيره فأنت موحد مؤمن بلا إله إلا الله.
وإن صليت لله وصليت لغير الله صِرْتَ مشركا كافرا بلا إله إلا الله وإن قلتها بلسانك.
الدعاء
والدعاء عبادة
فالتوحيد ألا تدعو إلا الله ولا تدعو غيره.
فإن دعوت الله وحده ولم تدعُ غيره فأنت موحد مؤمن بلا إله إلا الله.
وإن دعوت الله ودعوت غير الله صِرْتَ مشركا كافرا بلا إله إلا الله وإن قلتها بلسانك.
التوكل
والتوكل عبادة وهو اعتماد القلب على الله في جلب الخير ودفع الشر
فالتوحيد ألا تتوكل إلا على الله ولا تتوكل على غيره.
فإن توكلت على الله وحده ولم تتوكل على غيره فأنت موحد مؤمن بلا إله إلا الله.
وإن توكلت على الله وتوكلت على غير الله صِرْتَ مشركا كافرا بلا إله إلا الله وإن قلتها بلسانك.
وقس على ذلك المحبة والخوف والرجاء والخشوع والخشية والذبح والطواف والاعتكاف والنذر والتوبة والإنابة وغير ذلك.
الحكم بين الناس بما أنزل الله.
فالتوحيد ألا نحكم إلا بما أنزل الله ولا نحكم بما شرع غيره.
فإن حكمنا بما أنزل الله وحده ولم نحكم بما شرع غيره فنحن على الإسلام موحدون مؤمنون بلا إله إلا الله.
وإن حكمنا بما أنزل الله في جانب وحكمنا بما شرع غير الله في جانب آخر خرجنا عن الإسلام وصِرْنا مشركين كافرين بلا إله إلا الله وإن قلناها بألسنتنا.
هل فهمت هذا جيدا؟ 
التحاكم إلى الله ورسوله عند الاختلاف والنزاع والمخاصمة والتشاجر
فالتوحيد ألا نحتكم ولا نتحاكم في كل صغيرة وكبيرة إلا لحكم الله ورسوله ولا نحتكم ولا نتحاكم إلى غير الله ورسوله.
فإن احتكمنا وتحاكمنا إلى شريعة الله وحده ولم نحتكم أو نتحاكم إلى ما شرع غيره فنحن على الإسلام موحدون مؤمنون بلا إله إلا الله.
وإن احتكمنا وتحاكمنا إلى شريعة الله في أمور، واحتكمنا وتحاكمنا إلى ما شرع غير الله في أمور أخرى خرجنا عن الإسلام وصِرْنا مشركين كافرين بلا إله إلا الله وإن قلناها بألسنتنا.
هل فهمت هذا جيدا؟ 
طاعة الله فيما أحله وفيما حرمه واتباعه فيما شرعه 
فالتوحيد ألا نطيع ولا نتبع إلا ما شرعه الله وحده في التحليل والتحريم والحدود والعقوبات والمعاملات والحقوق والواجبات وغيرها ولا نطيع ولا نتبع ما شرع غيره في ذلك كله.
فإن أطعنا الله وحده واتبعنا ما شرعه في ذلك كله، ولم نطع غيره فيما يخالفه ولم نتبع ما شرعه غيره في ذلك كله فنحن على الإسلام موحدون مؤمنون بلا إله إلا الله.
وإن أطعنا الله واتبعنا ما شرعه في جانب، وأطعنا غيره واتبعنا شريعة غيره في جانب آخر خرجنا عن الإسلام وصِرْنا مشركين كافرين بلا إله إلا الله وإن قلناها بألسنتنا.
هل فهمت هذا جيدا؟ 
وهكذا سائر أنواع العبادة وكل ما شرعه الله من الدين، كل ذلك يجب أن يكون خالصا لله وحده.
فمن فهم هذا فقد عرف كيف يُفرد الله بالعبادة.
هذا هو بيان قولنا: ألا تعبد إلا الله، ولا تشرك به شيئا

No comments:

Post a Comment